فيا عباد الله: اعملوا لآخرتكم فهي حياتكم الحقيقية, فمن عمل لآخرته, جمع الله له ما تشتت من أمره, ورزقه مولاه القناعة, وسوف يأتيه رزقه الذي كتبه الله له كاملاً بلا نقصان, والذي يعمل لآخرته يصدق في حديثه ولا يغش في بيعه, ويتقن عمله الذي يتقاضى عليه مالا, فيبارك الله له فيه, وسوف يجد السعادة بمشيئة الله؛ لاجتماع أمره وقناعته بما قسم الله له من رزق. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
مات ولم يركب سيارة ولا طيارة، ولم يملك أرصدة فلكية في البنوك.. مات ولم يسكن قصرًا منيفًا، بل لم يعش عُشر ما نعيشه اليوم من رفاهية وراحة، ومن المقطوع به أنه حصل له من انشرح الصدر وطيب العيش ما لم يحصل لمن ملكوا أعظمَ العقارات، وركبوا أفخم السيارات، وسكنوا أوسع وأجمل القصور، فلماذا؟ إن الجواب سهل ويسير: إنه الإيمان ، وتوثيق الصلة بالرحيم الرحمن، الذي لا سعادة ولا انشراح للعبد إلا بالقرب منه، مصداقًا لقوله تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل من الأية:97]. أيها الإخوة: إذا كان الأمر كذلك؛ فحقٌّ على الناصح لنفسه أن يبحث عن الأسباب الحقيقية لشرح الصدر، وهي -بحمد الله -كثيرة، يلحظها من له أدنى تأمّل في الكتاب والسنة، ومن أعظمها: 1- توحيد الله تعالى: فبحسب كمال توحيد العبد وقوّته وزيادته يكون انشراحُ صدره، ذلك أن المؤمن كلما ازدادَ عِلمه بما يجب لله تعالى من التوحيد ، ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ كان أكثر خوفًا من الله، وأشد تعظيمًا له، وآتاه الله نورًا في قلبه يُبصر به الشبهات فيدحضها، والشهواتِ فيدفعها. تأمل الفرق بين من قال الله عنه: { أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} [الزمر من الآية:22]، وبين من قال عنه: { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام من الآية:125].
أعود لنفس الخطأ مرة أخرى، من باب لا بد أن يعود المُجرم إلى مكان جريمته. وبعد أن تظن أنك لملمت كُل شيء، يسقط حجر أخير. كُنت أتظاهر بالإنصات التام لحديثها، وفي الحقيقة كان يمنعني من التركيز انشغال ذهني بمُقاومة رغبتي بتحطيم الطاولة التي تحول بيننا. *عندما تهزك الحياة ، فانظر إلى ما سقط منك، لتعتبر، وتعلّق بما ثبت فيك، لتنجو! أروع الكلمات التي تشرح الصدور قد لا تصل لغايتك عبر الطريق المُمهد، وقد يحمل الطريق المُتعثر لك ما تتمناه! كائن حيّ، وسقطت منه الهمزة، ظل يبحث عن العيش، ونسي أن يعيش. لا أحد كما تراه، ولا أحد كما تسمع منه، ولا أحد كما يتكلم عنه الناس. وفي حياة كل منا، أشخاص كالعُلب الفارغة، نحتفظ بها لمُجرد أنه كان بداخلها شيء في يوم من الأيام. لا تطمئن للدنيا، فأحياناً تُعطيك إنتصاراً لتُذكرك بكُل الهزائم. الكياسة أن تُصاحب أقل عدد مُمكن، وتتجاهل أكبر عدد مُمكن بلُطف. ومُعظم حالات الغرق حدثت، لأن الضحايا كانوا ينتظرون من يُنقذهم. إعلم أن من أراد أن يهجر أحداً من إخوان السوء، فليبدأ بنفسه. لقد أودع الله كُل العلوم في الفطرة، الروح المُجردة.. من يصل إلى تلك المرحلة، تتفتح الآفاق لديه فيرى الحقائق مُجردة من كل زيف.
ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى ، الذي يسعى له كل أحدٍ. فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيى حياة طيبة ، ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التعساء ، ومنهم من هو بيْن بيْن ، بحسب ما وفق له ، والله الموفِّق ، المستعان به على كل خيرٍ ، وعلى دفع كل شر ". انتهى وإذا رمتَ الاطلاع على هذه الوسائل كاملة: فاقرأها هنا: وإن أردتَ ما وصفه الإمام ابن القيم رحمه الله لعلاج هذه الأدواء: فانظر جواب السؤال ( 22704) في موقعنا هذا ، وفي الجواب نفسه رابط يوصلك لكتاب " علاج الهموم ". وانظر جواب السؤال رقم: ( 30901) ففيه إجابة لشاب مستقيم يعاني من تسلط الهم والضيق. وبما ذكرناه لك ، وأحلناك عليه: يتم الجواب ، ويكتمل البناء ، ولم يبق لك إلا الدخول فيه ، وتطبيق ما تقرؤه على أرض واقعك. ثالثاً: أما بخصوص بناء الثقة ، والتفاؤل في هذه الحياة: فمثلك من حفظة كتاب الله هو من ينبغي أن يدل الناس على ما يفعلونه من أجل ذلك ، ففي صدرك الشفاء ، وبين يديك العلاج ، لا لهذه الأدواء فقط ، بل لكل أدواء الدنيا ، فكتاب الله تعالى ليس للمسلمين فحسب ، بل هو هدى للناس ، ودلالة للعالَمين.
Sitemap | طاهر كتلوج ويكيبيديا, 2024