ومن الدفاع عن العُثمانيين والإنصاف أن نَرُدّ كُلّ الأباطيل والشُبهات التي يُرددها الحاقدون عليها وبأنّها كانت يجب أن تكون خلافة بيد العرب بدلاً منهم، وهذا مما يتنافى مع الإسلام الذي لا يُفرّق بين العربيّ والأعجميّ، بل إنَّ كُلَّ الشُبهات التي أُثيرت على الخلافة العُثمانيّة مصدرها من الأوروبيين الذي ذاقوا من العُثمانيين الصلابة والشدّة في حماية حياض الإسلام.
ومع بدء مساعي جماعة الإخوان استرداد دولة الخلافة، بدأت تتشكل دولة العسكر والخليفة "العلماني" مصطفى كمال أتاتورك! ودخلت هذه الدولة الأتاتوركيّة في صراع دموي وفاشي مع أي توجّه إسلامي سياسي ديني، يسعى إلى قلب نظام الحكم الأتاتوركي (العلماني). وكان أوّل ضحايا هذا الصراع، عدنان مندريس، رئيس الوزراء الأسبق، الذي انقلبت عليه مجموعة من الضبّاط الكماليست الصغار، سنة 1960، وأعدموه. ثم أتى الدور على مؤسس الإسلام السياسي في تركيا، أو حسن البنا الأتراك؛ نجم الدين أربكان، الذي أطيح بحكومته الإئتلافيّة سنة 1997 في انقلاب أبيض. لكن عاد الإسلاميون للحكم سنة 2002، بعد الخروج من تحت عباءة "الخوجة" أربكان، وبدعم من "الخوجة" فتح الله غولن. وأيضاً، لم يكد يمضي عقد على حكم حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي بزعامة رجب طيب اردوغان، حتّى أطاح الأخير بأصدقائه وحلفائه الواحد تلو الآخر. وأحد أبرز هؤلاء كان منظّر العثمانيّة الجديدة، والقيادي البارز في الحزب، ووزير الخارجيّة ورئيس الوزراء السابق، وصاحب كتاب "العمق الاستراتيجي" أحمد داوود أوغلو، الذي صار الآن خارج الحزب، وينتقد زعيمه السابق أردوغان، وعلى وشك إطلاق تنظيمه السياسي الإسلامي الجديد.
Sitemap | طاهر كتلوج ويكيبيديا, 2024