فيتعبد الله الناس باحترام تلك الأماكن والأزمنة التي اختارها وتقديسها ، ويتعبدهم أيضا بتقدير وتقديس واتباع أولئك الناس الذين اختارهم (عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) ، ويجعل صلواته وصلوات ملائكته عليهم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). حتى لقد أصبح أمر الصلاة على النبي وآله من واجبات الصلاة عند جميع المسلمين.. ومن ذلك أمر زيارة قبورهم. أما مشروعية زيارة القبور: فلا شك فيها عند المسلمين وذلك لما ورد من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة(1).. وقد دعا صلوات الله عليه إلى زيارة قبره بعد وفاته ، فقد نقل عنه ( من زار قبري بعد موتي وجبت له شفاعتي) (2)و ( من زارني في مماتي فكأنما زارني في حياتي) بل حتى غير قبر النبي وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله قد زار قبر أمه فبكى وأبكى (3) وكان صلوات الله عليه يخرج فيزور قبور المسلمين في البقيع كما كانت فاطمة الزهراء عليها السلام تخرج إلى المسجد فتزور أباها ثم تخرج إلى أحد فتزور عمها حمزة بن عبد المطلب(4).
ثُمَّ انكبّ على القبر وقبّله وقل: بَأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أَبا عَبْدِ اللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ أَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.
Sitemap | طاهر كتلوج ويكيبيديا, 2024